27 Sep 2008
احتلت العلوم الرياضية مركزا مهما في حضارتنا ، ويظهر ذلك من خلال النظريات والأفكار الرياضية المتطورة التي قدمها العلماء العرب,كما نبغ العديد من العلماء في علوم الرياضيات فكان منهم الخوارزمي مؤسس علم الجبر، كما كان للعرب الفضل في اختراع الصفر.
في أقصي بلاد المغرب العربي كانت هناك نهضة علمية كبري,خاصة مع وجود التبادل الحضاري بين المغرب والأندلس.
اخرج لنا المغرب العربي واحد من أشهر علماء المسلمين في مجال علوم الرياضيات, ابن البناء.
هو أبو العباس احمد بن محمد بن عثمان الازدي العدوي.
ولد في مدينة مراكش و عرف بابن البناء نسبة لجده الذي احترف مهنة البناء.
تلقي علوم العصر من لغة وشريعة وفقه في مدينتي مراكش وفاس علي يد مجموعة من علماء العصر من أمثال ابي اسحاق الصنهاجي وأبي بكر الفلوسي وأبي موسي الشرناتي.
في فاس تلقي علوم الرياضيات علي يد معلمه ابن حجلة,و ظهر نبوغه منذ سن مبكر, فكرس حياته لتعلم علوم الرياضيات من حساب وجبر وهندسة.
اكسبه اشتغاله بالرياضيات شهرة عظيمة بين معاصريه, فنال الحظوة في بلاط دولة بني مرين في فاس فكان يستدعونه لإلقاء دروس الحساب والهندسة والجبر.
كما اشتهر بالاعتماد على الأرقام الهندية المعروفة بالغبارية والأرقام الأندلسية المعروفة بالعربية, كما اشتهر بالجوانب التطبيقية في علم الحساب والموسيقي.
استطاع كذلك توضيح النظريات الصعبة والقواعد المستعصية، ووضع قواعد لجمع مربعات الأعداد ومكعباتها، والأعمال الحسابية، وأدخل بعض التعديل على الطريقة المعروفة "بطريقة الخطأ الواحد" ووضع ذلك على شكل قانون.
تفوق ابن البناء على من سبقه من علماء الإسلام في علوم الرياضيات خاصة في حساب الكسور.
ترك لنا ابن البناء العديد من المؤلفات بلغ عددها اثنين وثمانين مؤلفا كان أكثرها في علم الحساب والرياضيات والهندسة والجبر .
من تلك المؤلفات كتاب (رسالة في الجذور الصم وجمعها وطرحها)، وكتاب (الأصول والمقدمات في الجبر والمقابلة)، وكتاب (قياس السطوح)، وكتاب (مدخل إلي إقليدس) غير أن أشهر أعمال ابن البناء كتاب (تلخيص أعمال الحساب), إذ يحتوي هذا الكتاب علي أفكار رياضية مبتكرة.
Ismail Serageldin