04 Sep 2008
ازدهر علم النبات عند العرب منذ القرن العاشر الميلادي، ومن أهم العلماء الذين اشتهروا في ذلك العلم: ابن جلجل، والشريف الإدريسي، وغيرهم، فكانوا روادًا بحق، ولكن يعتبر أبن البيطار أهم عالم نباتات في القرون الوسطى.
هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي نسبة إلى مدينة مالقة بالأندلس التي ولد بها ويعرف بابن البيطار.
ولد حوالي سنة 1197م وتوفي في دمشق سنة 1248م, وتلقى علومه في أشبيلية على يد علمائها مثل أبو العباس وعبد الله بن صالح.
بدأ حياته العلمية في الأندلس، ثم انتقل إلى المغرب، فزار مراكش والجزائر وتونس كباحث و محاور للباحثين بعلم النبات ، ثم انتقل إلى آسيا الصغرى مارًا بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصر فالحجاز وغزة والقدس وبيروت ثم انتقل إلى بلاد اليونان ووصل إلى أقصى بلاد الروم.
في مصر اتصل ابن البيطار بالملك الكامل واعتمد عليه الملك الأيوبي في أمور الأدوية والنبات وجعله رئيساً على سائر العشابين وبعد وفاة الكامل انتقل إلى خدمة ابنه الملك الصالح وكان ذا مكانة خاصة لديه.
ويعتبر كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار" من أفضل الكتب النباتية وأشهرها، والذي أودع به كل تجاربه ، معتمداً على المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية.
كما تضمّن ذلك الكتاب شروحًا مفصَّلة لعدد كبير من الأدوية,1400 دواء بين نباتي وحيواني ومعدني، ومنها 300 دواء جديد من ابتكاره الخاص ، وقد بيّن الخواص والفوائد الطبية لجميع هذه العقاقير وكيفية استعمالاتها كأدوية أو كأغذية.
ومن مؤلفاته الأخرى:
كتاب المغني في الأدوية المفردة، وهو يلي كتاب الجامع من حيث الأهمية، ويقسم إلى عشرين فصلاً، ويحتوي على بحث الأدوية التي لا يستغنى عنها الطبيب ، ويوجد منه العديد من النسخ المخطوطة.
كما ألف شرح أدوية كتاب (الحشائش) أو (هيولا النبات) للطبيب الشهير ديوسقوريدس وهو عبارة عن قاموس بالعربية والسريانية واليونانية والبربرية وشرح للأدوية النباتية والحيوانية .
لقد أسهم ابن البيطار في تطور الحضارة البشرية من خلال علوم النبات والصيدلة والطب أسهاما عظيمًا ، ومؤلفاته التي تركها خير برهان على تفوقه ونبوغه.
Ismail Serageldin