05 Sep 2008
ازدهر علم النبات والأعشاب في الأندلس، ابتداءً من القرن العاشر الميلادي، وشاع التداوي بالحشائش والأعشاب على أيدي علماءٍ أندلسيين، لعل من أبرزهم أبو العباس أحمد بن محمد بن الخليل مفرج النباتي الأموي المعروف بابن الرومية.
عالم نبات اشتهر في القرن الثالث عشر الميلادي, ولد وتعلم في أشبيلية بالأندلس.
برز في علم النبات ومعرفة الأدوية المفردة حتى صار المرجع في هذا المجال للعلماء في عهده.
ومما تميز به ابن الرومية أنه لم يكتف بما كتبه العلماء السابقون عن النباتات بل كان يدرسها بنفسه ويعمل عليها التجارب، لكي يتسنى له بوضوح ما يريد أن يكتب عن هذه النباتات.
وقد زار الشام والعراق لكي يلتقي بكبار العلماء,ثم اتجه إلى الديار المصرية.
وفي 1216 م وصل إلى الإسكندرية,التي كانت مركزا من مراكز العلم والمعرفة في ذلك الوقت.
وعندما سمع السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب عن ابن الرومية ، استدعاه إلى القاهرة ، وتلقاه وأكرمه ، وعرض عليه وظيفة مغرية، ليبقى في مصر، فاعتذر ابن الرومية بحجة أنه يريد أن يذهب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ثم يرجع إلى أهله.
وبقي مقيما عند السلطان ,مدة عامين جمع له فيها الترياق الكبير (علاج السموم) ثم توجه إلى الحجاز.
ولما حج عاد إلى المغرب وأقام بأشبيلية.
كما اشتهر ابن الرومية بأنه من العلماء البارزين في العلوم الشرعية.
ويمكن القول انه كان يميل لدراسة الشريعة والأحاديث النبوية في أول حياته، ولكنه لما رأى معاملة الأطباء للفقراء والمساكين اندفع لدراسة علمي النبات والطب، حتى برز فيهما.
فلقد اشتهر بنقله كثير من الأحاديث النبوية عن ابن حزم وغيره، فتتلمذ عليه كثير من طلاب العلم في الشريعة والعلوم الطبيعية مثل ابن البيطار .
ترك ابن الرومية عددا قليلا من المؤلفات في النبات والطب منه )كتاب الرحلة النباتية( وهو أهم مؤلفاته، ولم يصلنا منه شيء إلا مقتطفات ذكرها ابن البيطار في كتابه.
وكتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديوسقوريدس (أو شرح حشائش ديوسقوريدس)، ومقالة في تركيب الأدوية ، وكتاب أدوية جالينوس والتنبيه على أوهام ترجمتها ، وكتاب التنبيه على أغلاط الغافقي ، وكتاب الرحلة المستدركة.
Ismail Serageldin