19 Sep 2008
في عصر سادت فيها حالة من الصراع بين الشرق والغرب.. كان هناك وميض علمي يصل بين الشرق والغرب.. هو علم ابن الشاطر.. الفلكي والرياضي المسلم .
تذكر معظم الروايات أن ابن الشاطر ولد بدمشق 1304م،وتوفى 1376م بدمشق أيضا.
توفى والده وهو في السادسة من عمره وكفله جده بعدها ،ثم تولاه زوج خالته وابن عم أبيه في نفس الوقت.
عرف بالأدب والتواضع و انشغاله بالعلم وحبه للقراءة,أما عن اتجاهاته العلمية فقد اهتم بدراسة الفلك والهندسة والنجوم.
لقب برئيس المؤذنين بالجامع الأموي،و كان له إشراف على تحديد مواقيت الصلاة وأهلة الشهور الهجرية,كما قام بالرصد في دمشق،وعلى هذا الرصد قامت أعماله وأبحاثه.
تجلت نشاطات ابن الشاطر العلمية والتقنية في تطوير الآلات الفلكية وفى نظرية حركة الكواكب ويمكن أن تقسم الأدوات التي ابتكرها وصممها إلى آلات تستعمل في الرصد الفلكي للكواكب والنجوم وأخرى في الحساب.
وما الساعة الشمسية التي وضعها في الجامع الأموي بدمشق سوى مثال حي على هذا النوع ، وقد صنعها في عام 1317م وهى محفوظة حاليا في المتحف الوطني بدمشق ،وتمثل الساعة النحاسية الصغيرة المحفوظة في المكتبة الأحمدية بحلب نموذجا لابتكاراته ،و توجد آله فلكية من صنعه في المكتبة الوطنية بباريس تعرف عند العلماء بالآلة الجامعة لأنها تقوم بعمل أكثر من آلة تستخدم في الحسابات الفلكية،وكانت تعد من الإنجازات الكبرى في عصره.
وإذا ما عدنا لنظرية ابن الشاطر عن الكواكب السيارة فإننا نجد فيها تكملة لجهود الفلكيين السابقين وتنقية لنظام بطليموس من أخطائه وفى نفس الوقت نجدها على درجة عالية من الدقة في حساب مواضع هذه الكواكب.
ونجد في مؤلفات ابن الشاطر نقدا لسابقيه من الفلكيين وبخاصة نصير الدين الطوسي إلا انه أخذ من أعمالهم.
وأكثر ما يلفت النظر أن الآلات الرياضية التي ابتكرت من قبل هؤلاء الأفراد هذه الأدوات هى بالضبط تلك التي استعملت من قبل كوبرنيكوس الذي عاش بعد قرن من ابن الشاطر.
إن ابن الشاطر ،جدير أن يحمل هذا الاسم في اثر ما ابتكره من آلات مهر في وضعها على أتم وجه لتكون من جملة الإنجازات الحضارية العظيمة التي قدمتها هذه الأمة إلى العلم والعالم.
Ismail Serageldin