24 Sep 2008
الجمع بين العمل بالطب والمعرفة بعلم المنطق والكلام لأمر جدير بالاهتمام و
في تلك الحلقة نلقى الضوء على أحد العلماء المسلمين الذين جمعوا بين العلمين ببراعة وهو ابن جزلة أو يحيى بن عيسى بن علي بن جزلة وكنيته أبو علي ولقبه البغدادي .
عاش في القرن الحادي عشر الميلادي و لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له,ومن المعروف أنه ولد في بغداد ونشأ بها وتعلم علوم اللغة والمنطق والكلام ودرس الطب على يد الطبيب العشاب وصار طبيبا من أطباء الخليفة العباسي المقتدر بالله.
وأثناء دراسته للطب أعانه قاضي بغداد الحنفي على العيش فعينه نساخا بدار الحكمة ,وكان ابن جزلة يسكن بمدينة الكرخ وعندما صار طبيبا كان يطبب أهله ومعارفه وأصدقاءه بدون أجر,فقد كان يرى أن الطب مهنة إنسانية لمساعدة الفقراء.
وله في الطب إنجازات منها تخصصه في الأمراض الجلدية وبخاصة علاج أمراض الرأس الجلدية مثل الثعلبة والقرع وجميع قروح أمراض الرأس.
كما أن له اهتمام خاص بطب الأطفال و من إنجازاته أيضا وضعه لجداول طبية مفيدة للطلاب في دراسة الطب,ربط فيها بين حالة المريض النفسية والاجتماعية ونوع المرض الذي قد يصيبه, فكانت تلك الجداول من أوائل الجداول التي ربطت بين علم الطب والاجتماع وعلم النفس.
ومن مؤلفاته المعروفة :
كتاب منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان ,هو كتاب في الأعشاب والأدوية والأشربة
كتاب أمراض الرأس
كتاب تقويم الأبدان في تدبير الإنسان ,هو كتاب في الطب العام والأمراض وأدويتها
وأيضا له كتاب الصحة بالأسباب الستة وهو كتاب في طرق الوقاية الصحية من الأمراض
وكتاب العلم بتدبير الأمراض ومعرفة الأسباب والأعراض وقد وضع فيه جدولا مختصرا لكل مرض
وقد توفى أبن جزلة في أواخر القرن الـحادي عشر الميلادي في بغداد تاركًا لمن بعده أسسا رائعة لما نسميه في عصرنا الطب (السريري),الذي يعتمد على العلاقة المباشرة بالمريض ,دون الغرق في المباحث الطبية النظرية.
Ismail Serageldin