10 Sep 2008
لم يترك العرب والمسلمين مجالا إلا وبرعوا فيه ,ومن تلك الدروب التي أبدعوا فيها هي علم الصيدلة لذا فإنني سأتجول معكم في تلك الحلقة مع السيرة الذاتية لأحد كبار العلماء المسلمين وهو سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل .
عاش ابن جلجل فيالقرن العاشر الميلادي حيث ولد في طليطلة عام 943م وتلقى تعليمه في قرطبة التي توفي بها عام 994م ودخل في خدمة هشام بن الحكم ونال عنده مكانة عظيمة كطبيب.
ذكر بعض اللغويين أن اسم ابن جلجل اسم لاتيني إسباني لأحد أجداده بالرغم من أن اللفظ موجود في العربية وله معنى محدد وهو الجرس.
وابن جلجل من العلماء الرواد في حقلي الطب والصيدلة,درس أمهات الكتب في هذين الحقلين,المترجم منها والمؤلف و اهتم اهتماما خاصا بكتاب الحشائش لديوسقوريدوس,فعمل على شرحه وتفسيره والتعليق عليه وبخاصة أسماء الأدوية وذلك في أكثر من مؤلف,الأول منها يعتبر ذيلا لترجمة حنين بن إسحاق لهذا الكتاب
وقدعدد في مقالة له مجموعة من الأدوية المستخدمة في الطب لم يذكرها ديوسقوريدوس فيكتابه الحشائش وبها دراسة مستقصاة عن تلك الأدوية وتاريخها وجذورهاوأسمائها.
وله كتاب تفسير المقالات الخمس من كتاب ديوسقوريدوس,وقد وضعابن جلجل في هذا الكتاب أسماء الحشائش والأدوية وما يقابلها بالبربرية واللاتينية المستخدمة في المغرب والأندلس للتعرف عليها.
وقد وضع هذا الكتاب في قرطبة,ويرجع مؤرخو العلوم أهمية هذا الكتاب لأمرين الأول أنه كان من المصادر الأساسية في الصيدلة للعلماء التالين لابن جلجلوالثاني المعلومات الدقيقة التي ذكرها ابن جلجل عن كتاب الحشائش وكيفية دخوله إلى الأندلس والتعرف عليه.
وكان لابن جلجل اهتمام خاص بالتراجم,فألف كتابا نال بعده شهرة عظيمة,ويعتبر من الكتب المصادر في تاريخ العلم العربي وهو
(طبقات الأطباءوالحكماء).
ولابن جلجل رسالة ناقش فيها السابقين عليه من الأطباء في بعض المسائل الطبية وهي التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين
ومقالة أخرى عن الترياق (علاج السموم), قام فيها ببحث عن جميع المعلومات عن أصل الترياقوتركيبه, وقد عدد فيها العقاقير التي تدخل في تركيب الترياق وأوصافهاوأنواعها ومكان وجودها
Ismail Serageldin