16 Sep 2008
كثيرًا هم العلماء الموسوعيين في الحضارة الإسلامية ممن ألقوا بسهامهم في جوانب علمية عدة, من بينهم كان البيروني.
هو أبو الريحان محمد بن احمد البيروني,ولد في بلدة بيرون احدي بلدات إقليم خوارزم في عام 973م.
رحل البيروني إلي مدينة كوركنج ومنها إلي مدينة جرجان حيث التحق ببلاط السلطان شمس المعالي قابوس سلطان الدولة الزيادية, غير أنه سرعان ما عاد إلي كوركنج ليلتحق بخدمة بني مامون لكن وقوع إقليم خوارزم في قبضة السلطان محمود بن سبكتكين، دفع البيروني إلي الهجرة إلي الهند ,حيث مكث أربعين سنة، جاب خلالها بلاد الهند، باحثا منقبا، مما أتاح له أن يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول العلم.
بعد أربعين عامًا عاد البيروني من الهند إلى غزنة ومنها إلى خوارزم حيث توفي عام 1048م.
درس البيروني الرياضيات على يد العالم منصور بن عراق، وعاصر ابن سينا، وابن مسكويه .
ترك البيروني ما يقارب المائة مؤلف شملت حقول التاريخ والرياضيات والفلك وسوى ذلك، وأهم آثاره: كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية ، و كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم، و كتاب استخراج الأوتار في الدائرة ، و كتاب التطبيق إلى حركة الشمس، و كتاب كيفية رسوم الهند في تعلم الحساب، و كتاب في تحقيق منازل القمر،و كتاب جدول التقويم،و كتاب مفتاح علم الهيئة، كما له مقالة في تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمورة من الأرض.
ساهم البيروني في تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية, كذلك اشتغل بالجداول الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى الجداول التي كان قد وضعها أبو الوفاء البوزجاني.
واكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي.
فضلاً عن ذلك قام البيروني بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل، وعلى توازن هذه السوائل.
كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها.
سميت فوهة بركانية على سطح القمر باسمه ,إلى جانب 300 اسما لامعا, تم اختياره لتسمية الفوهات البركانية على القمر ومنهم الخوارزمي و أرسطو وابن سينا.
البيروني أكد لنا موسوعية العلماء المسلمين,وقدرتهم على الابتكار وتقديم الجديد في ضوء التجربة العملية.
Ismail Serageldin