23 Sep 2008
لما كانت الحقيقة هي الدافع لمزيد من العلم والمعرفة في مختلف العلوم كان العلماء العرب في ذروة تقدمهم وازدهارهم ولهذا حرص علماء العرب على تطوير علومهم واختراعاتهم .
وعالمنا اليوم هو العالم الفذ محمد بن موسى الخوارزمي من علماء الدولة العباسية أصله من خوارزم ولكنه ولد وتوفى في بغداد وعاش ما بين سنة " 780 م– 850 م " .
لمع الخوارزمي في علم الفلك والرياضيات فاشتهر في بغداد ولهذا أصبح موضع رعاية الخليفة العباسي المأمون، حيث ولاه رئاسة بيت الحكمة .
ومما يمتاز به الخوارزمي أنه أول من فصل بين علمي الحساب والجبر كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي وترك آثاراً مهمة في علم الفلك وأعد الجداول الفلكية التي ترصد حركة النجوم وكانت تسمى "بالزيج" وأصبح زيج الخوارزمي مرجعًا لعلماء الفلك لقرون طويلة.
كما أنه أول من استعمل كلمة "الجبر" وعنه أخذ الأوربيون هذه الكلمة واستعملوها في لغاتهم بنفس اللفظ المنطوقة به( Algebra ).
ومن أهم المؤلفات التي تركها الخوارزمي : الزيج الأول, الزيج الثاني المعروف بالسند هند, و كتاب العمل بالإسطرلاب, و كتاب الجبر والمقابلة الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم.
ويعتبر كتاب الجبر والمقابلة من أهم وأشهر الكتب في تاريخ الرياضيات ,لأنه يعتبر المنطلق الأساسي لعلم الجبر .
كما أعتبر ذلك الكتاب مرجعا اعتمد عليه العلماء العرب في بحوثهم الرياضية لأنه أحتوى أيضا على طرقًا ابتكرها الخوارزمي لتحليل كل من معادلات الدرجة الأولى والثانية ذات المجهول الواحد بطرق جبرية وهندسية كما وضع طرقًا لحل المعادلات لا تزال تدرس حتى الآن في المدارس الثانوية.
في النهاية يمكن القول أن بدايات نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية الإنسانية زمناً ليس باليسير.
وكمل الكاشي وغيره ما بدأه الخوارزمي بإضافة الرموز التي نعرفها في الجبر حتى يومنا هذا ومن الملفت أننا في عصر الكمبيوتر نعتمد على البرامج والبرمجة والتي تبنى على تسلسل من القواعد عرفت في الغرب باسم Algorithm وهو أشارة إلى الخوارزمي أبو الجبر.
Ismail Serageldin